فصل: فصل في البواسير والتوث والبثور التي تظهر في الرحم والمسامير:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في اختناق الرحم:

هذه علة شبيهة بالصرع والغشي ويكون مبدؤها من الرحم وتتأدّى إلى مشاركة قوية من القلب والدماغ يتوسّط الحجاب والشبكة والعروق الضاربة والساكنة.
وقد قال بعض علماء الأطباء أنه لا يعرف سبب الاختناق ولكن السبب فيه- إذا حصل- وهو أن يعرض احتباس من الطمث أو من المني في المغتلمات والمدركات أول الإدراك والأبكار والأيامى واستحالة ما يحتبس من ذلك إلى البرد في أكثر وخصوصاً إذا وقع في الأصل بارداً ويزيده الارتكام والاستحصاف برداً أو إلى الحرارة والعفونة وهو قليل.
ويعرف من لون كل ما مال إليه في مزاجه فإذا ارتكم أحد هذين قبل الطمث وفسد الفساد المذكور ومال إلى الطبيعة السمّية أحدث نوعين من المرض: أحدهما: مرض آلي يلحق أولاً بالرحم فيتشنج ويتقلّص إلى فوق أو إلى جانب يمنة ويسرة وقدّاماً وخلفاً بحسب إيجاب المادة المحتبسة في العروق فلا تجد منفذاً بل توسع العروق وتشنّجها بالتوسيع فيتألم.
وربما فشا في جوهر الرحم فغلّظه ثم قلصه أو لم يفش فيه بل أورمه ثم قلصه.
ويزيده شراً أن يرد عليه طمث آخر فلا يجد سبيلاً فيؤدي ضرراً إلى الأعضاء الرئيسة فوق الضرر الأول وربما تقدم التقلص بسبب ورم أو سوء مزاج مجفف فيعرض انسداد فم الرحم وفوهات العروق ثم يعرض الاحتباس وكذلك الميلان إلى جانب.
والثاني: مرض مادي بما تبعثه المادة المحتبسة إلى العضوين الرئيسين من البخار الرديء السمي فيحدث شيء كالصرع والغشي ولأن هذه العلة أقوى من الغشي الساذج فيتقدمها الغشي تقدم الأضعف للاقوى.
والطمثي منها أسلم من المنوي فإن المني- لمان كان تولده عن الدم وخصوصاً في النساء قبل الاستحالة- فإنه أقبل للإستحالة الرديئة من الدم كما أن اللبن المتولد عن الدم أقبل للإستحالة من الدم.
وقد تكون لهذه العلة أدوار وقد يعرض كثيراَ في الخريف وربما كانت أيضاً أدوارها متباطئة وربما عرضت كل يوم وتواترت قليلاٌ قليلاً وإنما لا يعرض مثله عند الولادة.
وتلك حركة عنيفة لأن حركة الرحم حينئذ متشابهة من جميع الأقطار وهي مدرّجة لا دفعة وهي إلى أسفل وهي فعل من الطبيعة وليس فيها ينبعث بخار سمي إلى الأعضاء الرئيسة.
وأصعب اختناق الرحم ما أبطل النفس في الظاهر.
وإن كان لا بد من نفس ما ربما يظهر في مثل الصوف المنفوش المعلق أمام التنفس فيبطل أيضاً الحس والحركة ويشبه الموت.
وأكثر ذلك بسبب المني وبسبب البارد منه ويتلوه في الصعوبة ما لا يبطل النفس بل أصغره وأضعفه والدرجة الثالثة ما يحدث تشئجاً وتمدداً وغثياناً من غير أذى في العقل والحس لتعلم ذلك.
العلامات: إذا قرب دور هذه العلة عرض ربو وعسر نفس وخفقان وصداع وخبث نفس وضعف رأي وبهتة وكسل وضعف في الساقين وصفرة لون وتغيره مع قلة ثبات على حالة.
وربما حدث من عفونة البخار الحاد عطش فإذا ازداد فيها حدث سبات أو اختلاط واحمر الوجه والعين والشفة وشخصت العينان وربما تغمضتا فلم تنفتحا وضعف النفس جداً ثم انقطع في.
الأكثر وتتوهّم المريضة كأن شيئاً يرتفع من عانتها ويعرض تحريق الأسنان وقعقعتها وحركات غير إرادية لفساد العضل وتغير حالها وينقطع الكلام ويعسر فهم ما يقال ثم يعرض- لا سيما من المنوي منه- غشي وانقطاع صوت وانجذاب من الساق إلى فوق وتظهر على البدن نداوة غير عامة بل يسيرة وربما انحل إلى قيء بلغمي صرف وصداع ووجع ركبة وظهر والى قراقر وإلى قذف رطوبة من الرحم وربما أدت إلى ذات الرئة وإلى الخناق وأورام الرقبة والصدر والنبض يكون أولاً فيه متمدّداً متشتجاً متفاوتاً ثم يتواتر من غير نظام وخصوصاً عند سقوط القوة وقرب الموت ويكون البول مثل غسالة اللحم ويكون دموياً.
والطمثي يدل عليه احتباس الطمث.
والمنوي يدلّ عليه بعد العهد بالجماع مع شهوة وتعفف.
والطمثي ربما تبعه درور اللبن ويكون البدن أثقل والحواس أضعف وأوجاع العينين والرقبة والحمّيات والأعراض التي تتبع احتباس الطمث المذكورة أظهر.
ومع ذلك فإن الخلط الغالب في الدم يظهر سلطانه وشره السوداوي فإنه يحدث وسواساً بشركة الدماغ وغشياً قوياً بشركة القلب ويعطل النفس لشركتهما جميعاً وشركة الحجاب.
والبلغمي أثقل وأسكن أعراضاً وكذلك الصفراوي أحد وأسلم.
وأما المنوي فيبادر إلى المضرة بالنفس ويعظم الخطب فيه أعظم من الطمثي.
وأما سائر الأعراض فلا تظهر فيه وكثيراً ما يعرض من مس القابلة لرحمها المتشنّج دغدغة وشهوة فتنزل منياً غليظاً وتستريح.
وربما قذفت ذلك من تلقاء نفسها فتجد راحة.
وأما الفرق بينه وبين الصرع- وإن تشابها في كثير من الأحكام وفي العروض دفعة- فقد يفرق بينه وبين الصرع احتباس ما يصعد من الرحم والعانة وأن العقل لا يفقد جداً ودائماً بل في أحوال شدته جداً.
وإذا قامت المختنقة حدثت بأكثر ما كان بها إلا أن يكون أمر عظيماً متفاقماً والزبد لا يسيل سيلانه في الصرع الصعب الدماغي فإن سال سكنت العلة في المكان ولا يحتاج إلى ما يفعل غيره.
ولنرجع إلى ما بيناه في باب الصرع من الفرق.
وأما الفرق بينْه وبين السكتة فذلك أظهر فيكف والحس لا يبطل فيها في الأكثر بطلاناً تاماً ولا يكون غطيط وأما الفرق بينه وبين ليثرغس فإنه ليس معه حمى ولا نبض ممتلىء موجي وابتداء وجعه في الرأس ويكون اللون مختلف التغير وفي ليثرغس يكون ثابتاً على حالة واحدة.
M0 المعالجات: أما ما كان سببه احتباس الطمث فيجب أن تدبر أمره إن لم يكن هناك بياض مفرط ولم يكن سبب الاحتباس كثرة الرطوبة اللزجة بالفصد من الباسليق ومن الصافن ولا بد في كل حال من استعمال المدرّات للحيض وخصوصاً الحمولات الحادة المدغدغة لفم الرحم مثل الكرمدانة والفلفل.
فأما الأوفربيون فقوي في ذلك جداً ينزل الطمث في الوقت.
والدغدغة لفم رحمها ونواحي فرجها نافعة لها كان المحتبس طمثاً أو متياً فإنه يميل بالرحم إلى أسفل وإلى الاستواء ويهيىء الطمث للدرور.
والغالبة عجيبة في ذلك والآبزنات من المدرّات نافعة وخصوصاً ما اتخذ من الكاشم والحلبة وبزر الكتان والمرزنجوش والقيسوم.
ومياه الحمّامات نافعة لها أيضاَ.
ويجب أن يكون الفصد من الباسليق الذي يلي ناحية ميل الرحم فإن لم يمل إلى جانب- بل تقلص إلى فوق- فلك أن تفصد أيهما شئت أو كلاهما.
فإن أحسست برطوبات كثيرة فاستعمل المستفرغات لها مثل أيارج روفس أ وبيادريطوس فإنك إذا فصدت واستفرغت الدم فربما احتيج بعد ألسابع إلى إسهال بأيارج الحنظل وأيارج فيقرا وربما احتيج إلى أن يكرر عليها وربما احتيج أن تسقى حبّ الشيطرج والحب المنتن ثم تحجم بعد ثلاثة أيام على الصلب والمراق وتارة على الفخذين والأربية وتلطّف التدبير وتسخّن الأسافل بالدلك والكمادات والمروخات ثم تسقى مثل جندبيدستر أو المرّ بماء أو بماء العسل والسجزنيا ودحمرتا والفلافلي والكموني والكاسكبينج بماء الأنيسون أو بماء اللوبيا الأحمر والقرنفل نافع أيضاً.
ومن المشروبات الجيدة أن يؤخذ من الكمون مقدار عفصة ويسقى بماء السذاب أو بماء طبيخ الفنجنكشت والغاريقون جيد جداً في هذه العلة إذا سقي بشراب.
والجندبيدستر ربما عافى بالتمام وكذلك أظفار الطيب وكذلك العنصل وخله إذا تجرع أو سكنجبينه الحامض وماء الشواصر إذا سقي كان فيه البرء.
وأيضاً: يسقى وزن درهمين من الدادي في نبيذ قوي وشرب دهن الخروع نافع جداً.
وأيضاً يسقى عصارة ورق الفنجنكشت بالشراب ودهن.
وأيضاً يؤخذ وزن درهم واحد جاوشير ودانقين جندبيدستر يسقى في شراب فإنه نافع جداً مدر وهو مجرّب.
ومن الضمادات والكمادات كل ما يلطف الدم ويجعله مرارياً ومن الحمولات الجيده السجزنيا- بدهن الغار أو دهن السوسن قدر بندقة أو احتمال شيافة من الداي بالشراب.
وأيضاً يؤخذ ميعة سائلة ثلاث أواق فلفل وكأر من كندر واحد أوقية شحم البط أربع أواق بزر الأنجرة أربعة مثاقيل يجعل فتيلة ويحتمل.
وأيضاَ يستعمل من الحقن والشيآفات المتخذة عما يسخن ويدر ويسهل الأخلاط الغليظة ويحلل الرياح.
وإن كان سببه احتباس المني فيجب أن يفزع إلى التروّج وإلى ذلك الوقت فيجب أن تستعمل رياضه ومجففات المني كالسذاب والفوتنج وبزر الفقد والجوارشن الكموني بمثل طبيخ الأصول.
ويجب أن تدخل القابلة يدها في الفرج ممرخة بدهن السوسن أو الناردين أو الغار وتدغدغ باب الفرج و.
باب الرحم في دغدغة كثيرة لينة ولا بد من أن يصحبها مع اللذه وجع ويكون كحال الجماع فإنها ربما تقذف منياً بارداً وتسلم وكذلك إذا حملتها الأشياء اللذّاعة المدغدغة مثل السجزنيا بدهن الغار ومثل الزنجبيل والفلفل والكرمدانة عجيبة في ذلك.
وإياك في مثل هذه الحال الفصد بل استعمل في هذا القسم ما ينبه الحرارة وعالج بعلاج الغشي.
وينفع من ذلك ومن أعراف الرديئة المعجون المعروف بمعجون النجاح منفعة عجيبة شديدة والسجزنيا والمثروديطوس ودواء المسك والترياق.
وإن خيف من دواء المسك والمثروديطوس تحريك المني فإن تقويها للقلب والطبيعة على الدفع تقاوم ذلك وتغلبه.
والكاسكبينج والقرنفلي عجيبان في ذلك أيضاً.
- M0 تدبيرهن عند الهيجان: يجب أن يصبّ على رأسها الدهن العطر القوي المسخن جداً مثل دهن الناردين أو دهن البان وتبادر إلى الدغدغة المذكورة وخصوصاً.
بالحكاكات اللاذعة وتحمل الشيآفات المدرة والحمولات الجاذبة للرحم إلى أسفل مثل الغالية والأدهان العطرة مثل دهن البان والياسمين ومثل دهن الأقحوان ودهن الساذج وسائر العطر الحار الذي تميل إليه الرحم.
ومع ذلك ففيه تلطيف وإدرار وكذلك تبخرها من تحت بالمسك والعود وبدخان الميسوسن المنضوج على حجارة محماة وتطلى بالخلوق والغالية وتمسك نفسها ومنخرها وتحرك القيء بريشة تدخل في حلقها فإنها تجد بالقيء خفة وتعطس وتشم التين وتلزم أسافلها محاجم كثيرة تجذب الدم والرحم إلى أسفل خصوصاً على الحالبين والفخذين أو على ما يحاذي جهة الميل- إن كان ميل- لينجذب الرحم والدم إلى أسفل وتدلك رجلاها بقوة وتلزم أوراكها وعانتها وفخذاها وساقاها وتشدّان من فوق إلى أسفل وتمرخان بمثل دهن الرازقي والأدوية الحارة المحمّرة وفيها مثل الأوفربيون ويجعل في مقعدتها مثل ما يحلل الرياح وتطلى المعدة أيضاً بها ويصاح بها وتهز.
وإذا فعل جميع ذلك بها ولم ترجع إليها نفسها فلا بد من صبّ الدهن المغلي الحار على رأسها أو يكوى يافوخها لا بد من ذلك.
وربما أفاقت بالفصد وإياك أن تسقيهن الشراب فإن الماء أوفق لهن واللحمان الغليظة وما يزيد في اللحم والمني وغير ذلك من المعالجات حسب ما تعلم ذلك.

.فصل في البواسير والتوث والبثور التي تظهر في الرحم والمسامير:

قد تحدث في الرحم بواسير ويحدث فيها كالتوث مثل ما قيل في الذكر وقد تظهر عليها بثور مختلفة يقال لبعضها الحاشا لأنها- لشبه رؤوس الحاشا وربما كانت بيضاء وقد تظهر عليها بواسير كالثآليل المسمارية عقيب الشقاق وعقيب الأورام الصلبة وإنما يمكن أن يبرأ من البواسير ما يكون في الظاهر خارج الرحم وقلّما يبرأ الكائن في العمق.
وقد تنتفع التي يحتبس طمثها بظهور البواسير في مقعدتها وظاهر رحمها لأنها ترجو أن تنفتح وتستنقي ويكون بها أمان من الأمراض الصعبة التي يوجبها احتباس الطمث.
وقد يمكن أن تستلاح البواسير ونحوها في المرآة المقابل بها الفرج على نحو ما ذكرناه في باب الشقاق.
وإذا استليحت بالمرأة لم يخل أما أن تستلاح في وقت الوجع- وهو وقت احتباس الدم منها- فترى حمراء متصلبة وأما في وقت السكون فترى ضامرة وذلك عند سيلان ما يسيل منها من شيء أسود كالدردي.
المعالجات: هذ البواسير إنما توجع بشدة وقت انتفاخها وتأززها فيجب أن تليّن وتهيأ للإسالة فإن لم ينفع ذلك- ولم تكن البواسير عريضة واسعة- لم يكن بد من استعمال الحديد على نحو ما ذكرنا في استعمال البواسير المقعمية وبالقالب المعلوم وذلك إذا كانت خارج الرحم فإذا أقطعت جعل على القطع الزاج والشب وقشور الكندر وما يشبه ذلك.
فإذا أريد ذلك أدخلت المرأة بيتاَ بارداً ويقطع ذلك منها ويرسم لها أن تشيل رجليها إلى الحائط ساعتين وتلزم عانتها وصلبها وعجانها خرقاً مبلولةً بمياه القابضات مبردة بالثلج فإن لم يكد الدم ينقطع وضع على العانة وعلى الصلب وما يليه محاجم لازمة وحملت صوفة مغموسة في ماء طبيخ القوابض وقد حل فيه أقاقيا وحضض وهيوفسطيداس ونحوه وأجلست في المياه القابضة.
فإن كانت البواسير عريضة واسعة فلا تتعرض لقطعها ولكن استعمل عليها المجففات القوية الحابسة للدم مثل خرق مبلولة بعصارة الأمبرباريس أو الحماض وقد ذر عليها الحضض والأقاقيا ونحوه ولتربط أطرافها بشدة ولتؤمر أن تنام على شكل حافظ لما تحملت ولتدبر بتدبير النزف ولترض البواسير بأن لا توجع لإسالتها الدم المعتدل وأن لا تسقط القوة بمنعك النزف المفرط ومن تليينها أن تجلس المرأة في مياه طبخ فيها الملينات مثل الخطمي والبابونج وبزر الكتان والحلبة وإكليل الملك ويستعمل عليها من الأدهان مثل دهن الزيت والسوسن ودهن إكليل الملك.
علاج المسامير: أما علاج المسامير فيجب أن تجلس صاحبتها في طبيخ الحلبة والملينات مع الدهن وتحتمل الفرازج المتخذة من الزوفا والنطرون والراتينج.